نقابة المحامين بالدقهلية
معهد المحاماة
المطبوعات القانونية
العدد ( 6)
أساليب التزييف والتزوير
وقضاء النقض في :
( تقارير الخبراء – التزوير )
إعداد / د. بهاء الدين ندا
خبير أبحاث التزييف والتزوير
رئيس قسم أبحاث التزييف
والتزوير
أمين الصندوق الأمين العام الوكيل
النقيب
وليد عرفات محب المكاوي سلامة
شعبان نبيل الجمل
المحامي المحامى المحامي المحامي
أساليب التزييف والتزوير
مقدمة
( التزوير هو محاكاة الحقيقة وإلباس الباطل ثوب الحق )
الجرة الخطية
: هي مرآة ينعكس عليها الشخصية والحالة المزاجية للكاتب
وللتعرف على الخطوط ومحاولة تفهم عناصر مكونات الجرة الخطية التي تكون موضوع دعوة
مدنية أو جنائية من جميع النواحي التي تقع تحت طائلة القانون سواء أن كانت هذه
الخطوط صادرة من اليد أو خطوط آلية أي مكتوبة بالآلة الكاتبة أو غيرها سواء كانت
هذه الخطوط عبارة عن كتابات تفصيلية كالخطابات مثلاً أو كتابات مختزلة كالتوقيعات
مثلاً .
والتزييف بصورته يحمل أيضاً جميع الحالات التي تقع فيها
الكتابة تحت عوامل التمويه أو التزوير أو الاصطناع أو المسح أو الكشط أو الإضافات
أو الاعادات والتعديل وكذلك الكتابات المقروءة و أيضاً الكتابات المستترة (المحرر
بالمداد السري) ... الخ
ذلك من الأنواع المختلفة التي قد يتعرض لها مستند أو ورقة
ذات صفة رسمية .
وقبل أن نبدأ في هذا
الموضوع يجب أن نعرف أولا ما هو الفعل الخطي :
الفعل الخطي : يعتبر الخط أحد الأدلة المادية مثله في ذلك مثل الزجاج أو الدم والشعر
وبصمات الأصابع كبقية الأدلة المادية ويعتمد فحص الخط على عملية التعرف على كاتبه
والخط هو ما يميز كل شخص على حده هو نتيجة لعدة عوامل تنصهر جميعها لتكون الشكل
النهائي الذي يشاهد القارئ أو الفاحص
وتنحصر العوامل والمؤثرات الشخصية
التي تؤثر في عينه لشخص ما في الآتي :
1.
المنهج الذي
اتبعه الشخص عند بدء تعلمه الكتابة .
2.
مقدار مران اليد
الكاتبة واستعمالها في فترة زمنية .
3.
الحد الذي اتخذه
الشخص الكاتب في خطه .
4.
وجود الشواذ
الطبيعية أو العيوب الناتجة عن المرض أو الإصابات .
5.
علاوة على ذلك
وجود بعض المؤثرات الخارجية للكتابة وهي :
(أ) المادة التي يكتب عليها كالورق مثلاً .
(ب) وضع الكاتب وعلاقته بالنسبة للكتابة قبل الجلوس أو
الوقوف .
(ج)
الاضطرابات الطبيعية أو النفسية المؤقتة مثل عامل الانزعاج أو الخوف والألم والغضب
، إصابة اليد أو الذراع ، ضعف أو قصر النظر .
(د) العوامل الوقتية المتعددة مثل الكتابة بدون استعمال
نظارة أو سوء إضاءة الأسطح غير المهذبة .
علاقة التوقيعات بأصحابها
:
تنقسم التوقيعات من حيث علاقتها بأصحابها أو من نسبت
إليهم إلي ثلاثة أنواع :
-
توقيعات صحيحة .
-
توقيعات مزورة .
-
توقيعات غير
صحيحة .
التوقيعات الصحيحة : هي تلك التوقيعات التي كتبت بيد
أصحابها وتصلح سندا للاحتجاج عليهم بها وتتميز هذه التوقيعات بالصفات والمميزات
الآتية :
1-
طبيعة الكتابة :
وقد سبق أن تحدثنا عن الكتابة الطبيعية وخصائصها ونضيف هنا أن من مظاهر الطبيعة في
كتابة التوقيعات الصحيحة وما يشاهد بجرائها من ثبات اليد وطلاقتها ـ بالإضافة إلي
النهايات الطبيعية للألفاظ والمقاطع والتي تبدو مظاهرها في تدرج سمك الجرات كلما
قاربت نهايتها حتى تصل إلي هذه النهاية وقد تضاءل سمكها بدرجة ملحوظة وأصبحت مدببة
.
2-
وجود رابطة قوية
من الخصائص والمميزات الخطية التي تحدثنا عنها عند كلامنا من عملية المضاهاة تجمع
بين توقيعات الشخص الواحد على أن يدخل الخبير الفاحص عند دراسته لهذه التوقيعات ما
قد يطرأ عليها من تطور أو تغير أو انعكاس للظروف الكتابية المحيطة بكل منها من
مادة ووضع كتابي .
3-
أن توقيعات
الشخص الواحد يعتبر تتمتع بظاهرة التنويع الطبيعية فيما بينها بل إن هذا التنويع
الطبيعي أن توقيعات الشخص الواحد يعتبر في حد ذاته دلالة من الدلالات التي تعزز
القول بصحة هذه التوقيعات وصدورها من يد واحدة فإذا افتقدت التوقيعات ظاهرة
التنويع الطبيعي واتفقت تماما في أوضاعها وإبعادها فإن هذه الحالة تتعارض الطبيعي
بين التوقيعات الصحيحة يقع في المظهر الخارجي للتوقيعات أبعاد التوقيع العامة وشكل
الحلية النهائية وامتدادها ولا يتعدى ذلك بحال من الأحوال إلي المميزات والخصائص
الخطية التي تربط بين توقيعات الشخص الواحد وتكسبها الطابع الفردي المميز ويتفاوت
المجال التنويعي الطبيعي من حيث سعته وضيقه من شخص إلي أخر فيكون متسعاً عند بعض
الأشخاص حتى يقال الفاحص غير المدقق الذي يهتم بالمظهر دون الجوهر أن توقيعات
الشخص الواحد والتي يقوم بدراستها قد كتبت
بيد أشخاص مختلفين وقد تشاهد هذه الظاهرة أحياناً في ورقة الاستكتاب الواحدة التي
تحتوي على عدة توقيعات لشخص واحد كتبت في
وقت واحد وتحت ظروف كتابية واحدة وقد يكون المجال ضيقا عند أشخاص آخرين حتى تكاد
توقيعات الشخص الواحد منهم أن تتفق فيما بينها في إبعادها وأوضاعها .
التوقيعات المزورة :
وهي تلك التوقيعات التي سلك كتابها أو كاتبوها في
كتابتها سبيلا من سبل التقليد والمحاكاة وكان الهدف من وراء ذلك هو الحصول على توقيعات
تشبه في مظهرها التوقيعات الصحيحة وعملية التقليد والمحاكاة على اختلاف أسالبيها
وتنوع وسائلها تتطلب إعمال الإرادة الواعية في السيطرة على حركات اليد الكاتبة
تحركها في الاتجاهات الماثلة لنظائرها بالتوقيعات الصحيحة وهذا التدخل الإرادي في
الكتابة بما يصاحبه من تقييد في حرية اليد الكاتبة ينعكس أثره على جرات التوقيعات
المزورة ويسلبها الطبيعة وهي إحدى السمات المميزة والصحيحة ولذلك فإننا نري أن
الخطوة الأولي والهامة في فحص التوقيعات لمعرفة صحيحها من مزورها هي دراسة جرائها
الكتابية والتعرف على مقدار ما تتمتع به هذه الجرات من عناصر الطبيعية ودلالاتها
وقد تؤدي هذه الدراسة ـ في بعض الحالات ـ إلي أن يحد الفاحص في توقيع مطعون في
صحته صحيحا واحداً كاف كنموذج للوصول إلي إبداء الرأي القاطع في تزوير التوقيع
موضوع الفحص والدراسة .
وعملية تزوير التوقيعات تتم بوسائل وأساليب شتي تتوقف
على مدى إلمام المزور بالكتابة ومقدرته الشخصية والإمكانات التي تحت بدء وما يحققه
من نجاح في هذه العملية رهن بالأسلوب الذي يتبعه والمهارة التي يتمتع بها .
وقبل أن نتحدث عن السمات المميزة للتوقيعات المزورة وطرق
الكشف عن التزوير وبيان كيفيته نرد أن نشير بإنجاز إلي الأساليب الرئيسية لتزوير
التوقيعات وهي :
1.
التقليد النظري
.
2.
النقل المباشر .
3.
النقل واستعمال
وسيط .
1.
تزوير التوقيعات بطريق التقليد النظري :
تقوم هذه العملية في أولي خطواتها على دراسة التكوينات
الخطية والحركات القلمية الموجودة بالتوقيعات الصحيحة للشخص المراد توقيعه . ثم
تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية وهي محاولة محاكاة هذه التكوينات والحركات تقليد
بعملية أقرب ما تكون إلي الرسم النظري منها إلي الكتابة . وقد تتكرر هذه المحاولة
حتى يحسب المزور أن التوقيع الذي قام باصطناعه يشبه التوقيعات الصحيحة بدرجة يتعذر
معها التمييز بينها وبينه ومن العقبات التي نعترض طريق المزور أنه كلما كانت
التكوينات والحركات القلمية بالتوقيعات الصحيحة ـ وخصوصا ما كان منها مقوسا ـ
كثيرة ومتعددة كثرت وتعددت المواضع التي يتوقف فيها قلم المزور أثناء عملية
التقليد النظري ويرجع ذلك إلي رغبة المزور في أن يتحقق ـ بعد كل خطوة يخطوها من
مراحل التقليد ـ انه يسير في الاتجاه المطلوب المماثل لنظيره في التوقيع الصحيح
حتى يحصل في النهاية على توقيع أقرب ما يكون تشابها معه .
ويمر المزور ـ خلال عمله هذا ـ بمرحلتين متلازمين تقريبا
: أولاهما يعمل فيها جهده أن يبتعد عن شخصيته الكتابية ويحاول أن يتحرر منها
والثانية يعمل فيها على أن يتقمص الشخصية الكتابية لصاحب التوقيع الصحيح وعلى قدر
استطاعته في أداء المرحلتين يتوقف نجاحه في النتيجة التي ينبغي أن يحصل عليها ومن
أجل ذلك فإن عملية التزوير للتوقيعات بالتقليد النظري يعتبر أكثر وسائل تزوير
التوقيعات احتياجا إلي المهارة الشخصية والمران .
السمات المميزة للتوقيعات المزورة بطريق
التقليد النظري :
تقسم التوقيعات المزورة بطريق التقليد النظري الآتية :
1.
بطء الكتابة
وافتقار الجرات القلمية ـ وخاصة ما قرب منها من نهاية التوقيع المزور ـ إلي السرعة
والطلاقة . ويمكن إدراك هذه الظاهرة عند فحص جرات التوقيع بالعدسات المكبرة حيث
يشاهد بها تماثل السمك على امتداد هذه الجرات وانتهاء المقاطع والأرقام بنهايات
سميكة نوعا بصورة بعيدة عن الطبيعة .
2.
ما تحفل به جرات
التوقيع المزور من وقفات القلم ورفعاته في غير موضعها الطبيعية . وتبدو هذه
الظاهرة في صورة تكسر الجرات خصوصا ما كان منها مقوصا . وأن فحص التوقيع من خلال
الضوء النافذ في الورقة تشاهد مواضع التوقف وقد ترسبت فيها المادة الكتابية خصوصا
إذا كان سائلة أو لزجة كما تشاهد رفعات القلم على صورة انفصال بين الجرات يسم
التوقيع الحقيقي بالتمزق والتفكك .
3.
اختلاف التوقيع
المزور عن التوقيعات الصحيحة من حيث المميزات الخطية المتمثلة في طريقة كتابة
الأحرف واتصالاتها اختلافا جوهريا . فضلا عن وجود بعض تكوينات خطية بالتوقيع
المزور تتفق مع نظائرها في خط المزور نفسه وتنم عنه وهي التكوينات التي جرت بها
يده ولم يستطع أن يتنصل منها خلال عملية التزوير .
4.
إذا تعددت
التوقيعات المزورة وكانت مستوحاة من توقيع صحيح واحد فإن هذه التوقيعات جميعها
تأخذ مظهرا موحدا في الأبعاد والشكل والرسم لا يتوفر مثيله في التوقيعات الصحيحة التى
تخضع في كتابتها لظاهرة التنويع الطبيعي بينها .
وكما سبق أن ذكرنا فإن
الكتابة الطبيعية ـ والتوقيعات الصحيحة بعض منها تحوى فيما بينها تنويعا طبيعيا
يقع داخل نطاق مجال محدود بالنسبة للشخص الواحد ويعتبر واحد من عناصر صحتها .
5.
إذا تعددت
التوقيعات المزورة وأعطيت لها تواريخ متفاوتة متباعدة فإن هناك احتمالا كبيرا في
عدم إدراك المزور لظاهرة خضوع التوقيعات لظاهرة التطور أو التغير في خطها نتيجة
مرور الزمن وتبعا لما قد يطرأ على كاتبها من ظروف وعوامل يكون لها تأثير محسوس على
خطه . وتكون النتيجة أن التوقيعات المزورة تحمل طابع فترة زمنية واحدة رغم تفاوت
وتباعد الفترات والتواريخ التي أعطيت لها .
2.
تزوير التوقيعات بطريق النقل المباشر :
وتتم عملية النقل
المباشر بوضع التوقيع الصحيح المراد تقليده على سطح شفاف ينفذ الضوء من خلاله مثل
لوح زجاجي ثم يضع المزور السند المواد تزويره فوق الورقة المحتوى على التوقيع
الصحيح ـ الذي نطلق عليه اسم التوقيع الأم ـ ويسير بقلمه على الآثار الظاهرة خلال
الضوء النافذ من التوقيع الصحيح وقد يتطلب الأمر إجراء بعض اللمسات من إضافات
واعادات على التوقيع المزور حتى شكله النهائي ويلاحظ أن ورقة المستند الذي يحمل
توقيعا مزورا بهذا الأسلوب تكون على درجة من الشفافية تسمح بمرور الضوء خلالها حتى
يتمكن المزور من تتبع الحركات الكتابية الظاهرة من جرات التوقيع الأم .
السمات المميزة
للتوقيعات المزورة بطريق المباشر :
تقسم التوقيعات المزورة
بطريق المباشر بالسمات الآتية :
(أ) عدم
الطبيعية في الكتابة بكل مظاهرها التى سبق أن ذكرناها .
(ب)
سطحية الكتابة وافتقارها إلي الضغط الطبيعي الملازم للكتابة الصحيحة . وتبدو هذه
الظاهرة أوضح ما تكون في حالة كتابة التوقيع المزور بأداة كتابية صلبة تتطلب اعمال
الضغط عند الكتابة مثل القلم الكوبيا أو القلم ذي السن القروي .
(ج) إذا كان
التوقيع الأم قد نقل منعه التوقيع المزور المقدمة كنماذج للمضاهاة فإنه يمكن إظهار
التطابق بين التوقيعين بالتصوير الفوتوغرافي باستعمال أجهزة الطبع الفوتوغرافي
وذلك عن طريق وضع الصورة السلبية لأحد التوقيعية على الصورة الايجابية للتوقيع
الآخر ثم طبع صورة ثالثة منها بالضوء النافذ والحكمة المبتغاة من استعمال أجهزة
الطبع الفوتوغرافية التي يحصل عليها
باستعمال هذه الأجهزة تكون متفقة في إبعادها مع الأصل الذي تؤخذ منه وبهذا يمكن أن
تتفادى الفاحص ما قد يحث بالتصوير الضوئي العادي بالعدسات من تغيير في أبعاد
التوقيع تكبيرا أو تصغيرا .
3. تزوير التوقيعات باستعمال وسيط في عملية النقل :
يلجأ بعض المزورين إلي استعمال وسيط في نقل التوقيعات أو
الكتابات المراد تزويرها عندما تصبح عملية النقل المباشر متعذرة لأي سبب من
الأسباب أو لرغبتهم في الحصول على نتائج تبدو لهم أو يحسبونها ـ من وجهة نظرهم ـ
أفضل من وسائل التزوير الأخرى وأساليبه .
والهدف من استعمال الوسيط هو الحصول على تكوين خطى يمثل
التوقيع الصحيح أو (التوقيع الأم) من حيث الشكل والأبعاد ثم يقوم المزور بعد ذلك
بالإعادة على هذا التكوين الخطي بمادة الكتابة التي يراها مناسبة . واختبار الوسيط
في عملية النقل يتوقف على تفكير المزور وما لدية من إمكانات . وسنتحدث عنا عن
ثلاثة أنواع استعمل كلا منها كوسيط في عملية النقل وهي :
- جسم صلب مدبب ـ ورق شفاف ـ ورق كرتون .
أ) نقل التوقيعات باستعمال جسم صلب مدبب :
ويستعمل الجسم الصلب المدبب مثل المسمار في إحداث ضغط
مناسب للحركات والتكوينات الخطية بالتوقيع الصحيح أو إحداث ثقوب متجاورة تحكي في
مسارها جرات التوقيع الأم ثم يقوم المزور بالإعادة على آثاره الضغط أو الثقوب
وبذلك يحصل على تكوين خطى يشبه في مظهره الأم الذي نقل منه بل وينطبق عليه .
وتقسم التوقيعات المزورة بهذه الطريقة بالسمات الآتية :
1-
الكتابة غير
الطبيعية والمقيدة بترسم مسار الضغط او الثقوب .
2-
وجود آثار ضغط
غائرة يواجه الورقة يشمل جميع أجزاء التوقيع ويقع بعضها تحت إجرات التوقيع المزور
والبعض الآخر مجاور ومواز لهذه الجرات وذلك تبعا لدقة المزور في عملية الإعادة على
آثار الضغط .
3-
وجود آثار ضغط
بارزة غير طبيعية في ظهر الورقة تقابل الآثار الغائرة الموجودة بوجه الورقة . وقد
يظهر أحيانا ازدواج في الضغط إذا كانت الإعادة بمادة كتابية صلبة أو لزجة مثل القلم
الكوبيا أو القلم ذي السن القروى (قلم الحبر الجاف) .
4-
أن آثار الضغط
الغائرة بوجه الورقة تكون أقرب من تكويناتها الخطية غلي التوقيع الأم من التوقيع
المزور الناتج من عملية الإعادة على الضغط وذلك لأن آثار الضغط هذه مأخوذة مباشرة
من جرات التوقيع الأم أما الإعادة عليها فقد تحتوى على بعض خصائص المزور الكتابية
صدرت عن يده خلال عملية الإعادة .
أما في حالة إحداث ضغوط
علي لإظهاره بمظهر التوقيع المزور بطريق النقل بالضغط ـ وقد قمنا بدراسة بعض حالات
من هذا القبيل ـ فإن جرات التوقيع ذاته تتمنع به جرات التوقيعات الصحيحة أما آثاره
الضغط فتكون ذات صفات مغايرة غير طبيعية . وقد يهمل من أحدث الضغط بعض التكوينات
الخطية مثل النقط وشرطة الكاف . ولذلك فإننا نري أن على الخبير الفاحص أن يتتبع في
دراساته التي يدريها على التوقيع الذي يحال إليه بفحصه جميع الجرات الكتابية وكذلك
آثار الضغط حتى يصل إلي إبداء الرأي الصائب القاطع فيما إذا كان الضغط هو الذي
استحدث أو لا ثم جرت عليه الإعادة أم عكس ذلك هو الذي حدث .
ويمكن إظهار آثار الضغط
وتتبعها بوجه الورقة وبظهرها ـ الغائرة منها والبارزة ـ وبالاستعانة بالتصوير
الفوتوغرافي للضوء المائل الآتي من جانب واحد بزاوية مناسبة .
أما التوقيعات المزورة
بطريقة التثقيب فيمكن الكشف عنها وإظهار ما بها من ثقوب على امتداد جرات التوقيع
المزور بالتصوير الفوتوغرافي بالضوء النافذ خلال الورقة .
أي أن يكون الضوء آتيا
من احد جانبي الورقة وآلة التصوير في الجانب الآخر منها وهنا تظهر الثقوب على هيئة
نقط قائمة اللون نظرا لامتلائها بالمادة الكتابية التى حدثت بها الإعادة .
ب) نقل التوقيعات
باستعمال ورق شفاف :
وهذه الطريقة تشبه إلي
حد كبير الطريقة التي يستعملها تلاميذ المدارس في نقل الخرائط الجغرافية والرسوم
من الكتب بواسطة الورق وأقلام الرصاص . وبعد أن يحصل المزور على جرات جرافيتية
تحاكي جرات التوقيع الأم يقوم بالإعادة عليها بمداد سائل أو بالمادة الكتابة التي
استعملها في كتابة صلب السند ثم يحاول بعد ذلك إزالة أثار مادة الجرافيت الزائدة
بمحوها بجسم لين كالممحاة المصنوعة من المطاط
وتقسم التوقيعات
المزورة بهذه الطريقة بالسمات الآتية :
1.
الكتابة غير
الطبيعية بكل عناصرها على امتداد جرات التوقيع المزور .
2. وجود آثار من مادة الجرافيت المختلفة من استعمال القلم
الرصاص تحت جرات التوقيع المزور حينا ومحاذية لها حينا اخر . ويتوقف درجة وضوح هذه
الظاهرة على مدى عناية المزور بعملية الإعادة على الجرات الجرافيتية ثم على دقة
عملية محو الآثار الظاهرة من هذه الجرات وإزالتها . وتشاهد هذه الآثار بوضوح
باستعمال العدسات والأجهزة المكبرة والفحص والتصوير بالأشعة تحت الحمراء .
3.
وجود آثار المحو
الآلي الذي لجأ إليه المزور لإزالة آثار الجرافيت والتى تقع في المنطقة الموجود
بها التوقيع المزور .
4.
التطابق بين
التوقيع المزور والتوقيع الأم الذي نقل منه .
ج) نقل التوقيعات
باستعمال ورق الكربون :
وهذه الطريقة هي من
أكثر طرق تزوير التوقيعات التي يلتقي بها خبير المستندات انتشاراً نظراً لشيوع ورق
الكربون وسهولة الحصول على صورة مماثلة في أوضاعها وإبعادها للكتابة وكذلك لاعتقاد
الكثيرين أن هذه الطريقة أكثر دقة وأمنا وأن كشفها والتعرف عليها أمر عسير المنال
.
وتزوير التوقيعات عن
استعمال ورق الكربون يتم بأسلوبين مختلفين :
أولهما بهدف إلي الحصول
على توقيع منقول بالكربون من توقيع صحيح (التوقيع الأم) وتكون عملية بيد شخص أخر
غير صاحب التوقيع الأم وقد تحدث الإعادة على التوقيع المنقول بعد ذلك وبفصح الفحص
المجهرى للتوقيعات المزورة بهذه الطريقة عن الأتي :
1.
أن الجرات
الكربونية تتسم بعدم الطبيعية في مسارها .
2. أن جرات الإعادة ـ بالإضافة إلي احتوائها على جميع
علامات ودلالات عدم الطبعية ـ قد تحوى تكوينات خطية خاصة باليد التي قامت بالإعادة
تتم عنها وتشير إليها .
ويجد بنا أن تشير إلي
أن الجرات الكربونية تكون أقرب تشابها للتوقيع الأم من جرات الإعادة .
أما الأسلوب الثاني
للتزوير التوقيعات عن طريق استعمال ورق الكربون فيتم على خطوتين :
أولاهما : الحصول على
صورة كربونية من توقيع صحيح تؤخذ خلسة من صاحب التوقيع بطريق الخداع وذلك بوضوح
ورقة كربون ـ بغير أن تستلفت انتباه الموقع لها ـ وبذلك يحصل المزور على توقيع
محرر بالكربون تتمتع جرائه بما تتصف به التوقيعات الصحيحة من صفات وقد يقنع المزور
بذلك وبدون عبارات صلب السند الكربون أيضاً حتى يبدو السند وكأنه صورة كربونية من
سند صحيح صلبا وتوقيعا وقد يحرر صلب السند بمادة كتابية أخرى مثل المداد السائل ثم
ـ لكي يضفي على التوقيع بالإعادة على التوقيع الكربوني بنفس المادة الكتابية أو
بمادة شبيهة بها وهي الخطوة الثانية وفي كلتا الحالتين فإن على الخبير الفاحص في
مثل هذه الحالات أن يتجه إلي فحص صلب السند للتعرف على العلاقة الزمنية بين كتابة
هذا الصلب واثبات التوقيع أو بيان بهما سبق في وجوده على الورقة من الآخر .
د) التزوير باستخدام
ماكينات التصوير والطابعات الكمبيوترية .
هـ) التزوير باستخدام
الـ Silk screen process .
5. العوامل الخارجية
المؤثرة علي مخرج الكتابة اليدوية :
1- اغتصاب التوقيعات
بالاكره .
2- اغتصاب التوقيعات
حال سكر المجني عليه .
3- اغتصاب التوقيعات
حال فعالية العقاقير والمواد المخدرة .
4- اغتصاب التوقيعات
المرضي وتوقيعات المسنين .
علاوة على كتابة ضعاف
البصر والضرير .
المراجع العلمية التي استند إليها
1- حدود الإثبات العلمي في قضايا التزييف والتزوير . (أ.د.
رياض فتح الله صبله)
2- تزوير المستندات وتزييف العملات والأساليب العلمية للكشف
عنها (أ.د. صالح عثمان )
3- الحديث في التزييف والتزوير (أ.د. أحمد الشريف )